فيودور شاليابين .. أسطورة الغناء الاوبرالي الروسي
يعرف إسم الفنان فيودور شاليابين (1873 - 1938) في روسيا وجميع انحاء العالم بصفته أعظم مغني باص (الجهير الثاني) في ترتيب اصناف الغناء الاوبرالي.
وأشتهر على الاخص في اداء دور مفيستوفيل في اوبرا"فاوست" لجونو ودور ملنيك في اوبرا "حورية البحر" لدارغوميجسكي ، كما عرف بأداء الانشودة المعروفة "البرغوث" للملحن موسورغسكي التي يعجز حتى الآن عن ادائها اي فنان اوبرالي آخر كما كان يؤديها شاليابين.
ولد فيودور شاليابين في 13 فبراير عام 1873 في قازان ( تتارستان) في أسرة فلاح. وعمل في صباه كمساعد اسكافي وعامل خراطة ونساخ. وفي الوقت نفسه كان يشارك في فرقة الانشاد في الكنيسة. وأبدى شاليابين ولعا بالمسرح منذ طفولته. وفي عام 1890 بدأ العمل في فرقة الاوبرا بمدينة اوفا. وفي عام 1891 جاب المدن الروسية مع فرقة اوبرا اوكرانية. وفي فترة 1892 - 1893 تلقى دروسا في الغناء لدى المغني أ.اوساتوف في تبليسي حيث بدأ نشاطه الحرفي في المسرح.
وفي موسم عامي 1893 - 1894 أدى شاليابين الادوار الرئيسية في اوبرا " فاوست" و" حورية البحر" وغيرهما هناك. وفي عام 1895 بدأ العمل في مسرح ماريينسكي في سانكت-بطرسبورغ. وفي عام 1896 دعاه مامونتوف احد عشاق الفنون الاثرياء بروسيا للعمل في الاوبرا الروسية الخاصة التجارية بموسكو حيث تكشفت على أفضل وجه مواهبه في الغناء. وفيما بعد ارتبط بعلاقة صداقة مع الملحن سيرغي رحمانينوف الذي ساعده كثيرا في تطوير قدراته الابداعية.
وفي خلال العمل في المسرح أدى شاليابين جميع الادوار الرئيسية التي اشتهر بها ومنها سوسانين في اوبرا جلينكا " ايفان سوسانين " وملنيك في اوبرا دارغوميجسكي " حورية البحر" وبوريس غودونوف وفالام ودوسيفيه في اوبرا " بوريس غودونوف " واوبرا " خوفانشينا " لموسورغسكي وايفان الرهيب وساليري في اوبرا " ابنة بسكوف" واوبرا " موتسارت وساليري" وغيرها. ومنذ عام 1899 بدأ العمل في مسرح البولشوي دون الانقطاع عن مسرح ماريينسكي وكذلك عن مسارح المدن الروسية الأخرى. وفي عام 1901 حقق نجاحا مدويا في مسرح " لا سكالا " في ميلانو بايطاليا وبعد ذلك انهالت عليه الدعوات للغناء في مدن اوروبا وامريكا.
واتسمت بأهمية خاصة مشاركة شاليابين في "المواسم الروسية " في باريس (1907-1913) بقيادة سيرغي دياغيليف حيث كان خير داعية للفن الروسي ولا سيما في نشر أعمال مورسوغسكي وريمسكي - كورساكوف الاوبرالية. وارتبط في هذه الفترة بعلاقات وطيدة مع الكاتب مكسيم غوركي .
وبعد ثورة اكتوبر عام 1917 عين في منصب مدير مسرح ماريينسكي (1918) وفي عام 1922 سافر الى الخارج في جولة فنية وبقي في باريس.
توفي شاليابين في 12 ابريل/نيسان عام 1938 في باريس، ودفن في مقبرة باتينيول ، وفي عام 1984 نقل رفاته الى مقبرة العظماء "نوفوديفيتشيه" في موسكو.
