اليابان بين السلام البارد والعداء لروسيا
تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول عودة طوكيو إلى بناء جيش هجومي، وموقفها من الصراع في أوكرانيا ومن روسيا.
وجاء في المقال: أعلن رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، أمام البرلمان أن منطقة شرق آسيا تواجه أخطر تهديد أمني منذ الحرب العالمية الثانية. وانطلاقا من ذلك، سوف يتضاعف الإنفاق العسكري، تقريبًا، في غضون خمس سنوات.
كان خطاب كيشيدا ذا طبيعة برنامجية. وقد عرضت وكالة أسوشيتد برس بالتفصيل استراتيجية الدفاع الجديدة التي تم تبنيها في ديسمبر. على وجه الخصوص، تنص الخطة على إمكانية اتخاذ خطوات استباقية لردع المعتدي بقوات صاروخية وجوية وصنوف أخرى من الأسلحة. وهذا يمثل قطيعة مع مبدأ الالتزام بالدفاع عن النفس، المنصوص عليه في دستور ما بعد الحرب.
لم يكن ممكنا للاستراتيجية الدفاعية الجديدة إلا أن تتطرق إلى مشكلة العلاقات مع روسيا. وقد اعترف كيشيدا بأن هناك الآن وضعا صعبا في العلاقات مع موسكو ناجما عن العمليات القتالية في أوكرانيا، ومع ذلك، كما قال: "ستواصل اليابان الالتزام بسياستها الهادفة إلى حل قضية الأراضي وإبرام معاهدة سلام".
وفي الصدد، قال الأستاذ في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، دميتري ستريلتسوف، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "خطاب رئيس الوزراء في البرلمان حدث مهم. يلقيه كل عام ويشكل دليلا لإدارة السياسة الخارجية وجهاز الدولة والبيروقراطية.
أما بالنسبة لسياسة الدفاع، فهناك سعي إلى تغييرها من دون تغيير الدستور، الذي تنص مادته التاسعة على أن اليابان تنبذ الحرب كوسيلة لحل النزاعات الدولية ولا تمتلك قوات مسلحة. لكن الخبراء يقولون إن هذا ليس واقعيا بطبيعة الحال لأن اليابان لديها جيش كامل. ولم يحدث شيء حساس في المسألة الروسية. تتوقع اليابان إعادة أراضي الأجداد من خلال إبرام معاهدة سلام (مع روسيا). وحقيقة رفض روسيا الدخول في حوار حول هذا الموضوع لم تغير شيئا في موقف اليابان. تصريحات طوكيو حول رغبتها في التفاوض مع روسيا مصممة للجمهور الياباني الداخلي".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
