"جيمس ويب" يلتقط أولى الصور المفصلة لنظام حلقات نبتون منذ أكثر من ثلاثة عقود

الفضاء

تلسكوب جيمس ويب
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/tugp

تمكن تلسكوب جيمس ويب القوي من التقاط صورة واضحة لنظام حلقات نبتون لأول مرة منذ أكثر من 30 عاما، بالإضافة إلى سبعة من أقماره الأربعة عشر الأكثر شهرة.

وأفادت وكالة ناسا، يوم الأربعاء 21 سبتمبر، أن كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRCam)، الموجودة على متن تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي بلغت تكلفته 10 مليارات دولار، التقطت أوضح مشهد لحلقات الكوكب البعيد منذ أكثر من 30 عاما، ما جعل العملاق الجليدي يبدو بشكل جديد تماما.

ولم يقع التقاط مثل هذه التفاصيل المذهلة منذ أن حلق مسبار "فوياجر 2" متجاوزا نبتون في عام 1989.

وبالإضافة إلى العديد من الحلقات الساطعة والضيقة، تُظهر صورة جيمس ويب بوضوح حزم الغبار الخافتة المحيطة بالعملاق الجليدي.

وقالت هايدي هاميل، خبيرة في نظام نبتون وعالمة متعددة التخصصات في جيمس ويب: "لقد مرت ثلاثة عقود منذ آخر مرة رأينا فيها هذه الحلقات الباهتة والمغبرة، وهذه هي المرة الأولى التي نراها في الأشعة تحت الحمراء".

ويوجد خارج الكوكب نفسه سبعة من أقمار العملاق الأربعة عشر، وأهمها تريتون، والذي يبدو شبه نجم لأن نبتون أغمق في رؤية جيمس ويب عن طريق امتصاص الميثان عند أطوال موجات الأشعة تحت الحمراء.

ومع ذلك، يعكس تريتون متوسط ​​70% من ضوء الشمس الذي يضرب سطحه الجليدي بحيث يظهر شديد السطوع.

ويدور تريتون حول نبتون في مدار غير عادي للخلف (رجعي)، ما دفع علماء الفلك إلى التكهن بأن هذا القمر كان في الأصل جسما في حزام كايبر وقع سحبه بفعل الجاذبية بواسطة نبتون.

ويقع نبتون على بعد 30 مرة المسافة الفاصلة بين الشمس والأرض، ويدور في المنطقة المظلمة البعيدة من النظام الشمسي الخارجي.

ويشار إلى أن نبتون، الذي اكتشف في عام 1846، وهو الكوكب الثامن في النظام الشمسي والأبعد عن الشمس، يتكون باطنه من عناصر أثقل من الهيدروجين والهيليوم، والتي توجد في عمالقة الغاز مثل كوكبي المشتري وزحل.

ويتضح هذا بسهولة في المظهر الأزرق المميز لنبتون في صور تلسكوب هابل الفضائي بأطوال موجية مرئية، ناتجة عن كميات صغيرة من غاز الميثان.

وتصور كاميرا جيمس ويب القريبة من الأشعة تحت الحمراء (NIRCam) الأجسام في نطاق الأشعة تحت الحمراء القريبة من 0.6 إلى 5 ميكرون، لذلك لا يظهر نبتون باللون الأزرق للمرصد.

وفي الواقع، يمتص غاز الميثان الضوء الأحمر والأشعة تحت الحمراء بقوة بحيث يكون الكوكب مظلما تماما عند هذه الأطوال الموجية القريبة من الأشعة تحت الحمراء، باستثناء الأماكن التي توجد فيها السحب على ارتفاعات عالية.

وتظهر غيوم الميثان الجليدية مثل الخطوط والبقع المضيئة التي تعكس ضوء الشمس قبل أن يمتصها غاز الميثان.

وصورت العديد من المراصد والتلسكوبات الأخرى، بما في ذلك تلسكوب هابل الفضائي ومرصد كيك، هذه الميزات السحابية سريعة التطور على مر السنين.

وبشكل أكثر دقة، يمكن أن يكون الخط الرفيع والمشرق المحيط بخط الاستواء للكوكب، علامة بصرية على الدوران الشامل لغلافه الجوي، والذي يغذي رياح نبتون وعواصفه.

وينخفض ​​الغلاف الجوي ويدفأ عند خط الاستواء، وبالتالي يتوهج عند أطوال موجات الأشعة تحت الحمراء أكثر من الغازات المحيطة الأكثر برودة.

ويعني مدار نبتون، الذي يبلغ 164 عاما، أن القطب الشمالي، في الجزء العلوي من الصور السابقة، بعيد عن رؤية علماء الفلك، لكن صور جيمس ويب تشير إلى سطوع مثير للاهتمام في تلك المنطقة.

وتظهر الدوامة المعروفة سابقا في القطب الجنوبي من وجهة نظر جيمس ويب، ولكن للمرة الأولى كشف التلسكوب عن مجموعة مستمرة من السحب على خطوط العرض العالية المحيطة بها.

المصدر: ديلي ميل

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا