فوق صيدا قبل 37 عاما (صور)

أخبار العالم

فوق صيدا قبل 37 عاما (صور)
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/w8tg

توصف المعلومات المتوفرة عن رون أراد، الملاح في طائرة "إف – 5" التي كانت سقطت أثناء غارة على موقع للمقاومة في صيدا بجنوب لبنان في 16 أكتوبر 1986 بأنها "افتراضات فقط ولا توجد حقائق".

ذكرى حادثة أسر واختفاء النقيب في سلاح الجو الإسرائيلي رون أراد، تتزامن هذه المرة مع عمليات القصف الجوي المكثفة التي ينفذها سلاج الجو الإسرائيلي ضد غزة وعلى مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، في إطار الحرب التي أعلنتها تل أبيب ردا على "طوفان الأقصى"، ما يعني أن دوامة العنف تتصاعد بوتيرة خطيرة، وأن تاريخ المنطقة يكتب بالدماء والأشلاء، ويدور في حلقة مفرغة.

رون أراد كان ولد لأبوين مهاجرين من رومانيا في 5 مايو عام 1958، وعاش في تل أبيب، واجتاز دورة طيران كملاح في سلاح الجو الإسرائيلي في عام 1979، وتخصص بعد ذلك في قيادة طائرات فانتوم "إف – 4"، وكان وقت سقوط طائرته يبلغ من العمر 28 عاما ويحمل رتبة نقيب في قوات الاحتياط، وهو أيضا حاصل على شارة التميز.

 في 16 أكتوبر قبل 37 عاما في إطار عملية عسكرية إسرائيلية باسم "بيت أبا" ضد المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان، سقطت طائرة الفانتون "إف – 5" الإسرائيلية، نتيجة خلل فني تسبب في انفجار قنبلة بالقرب من الطائرة، بحسب الرواية الإسرائيلية.

الطيار ومساعده الملاح قفزا من الطائرة  بمظلتيهما قبل تحطمها، وكان ربان الطائرة الحربية الإسرائيلية ويدعى إيشا أفيرام، أكثر حظا، حيث انتشلته من منطقة هبوطه طائرة مروحية إسرائيلية، فيما أسر مقاتلو حركة أمل رون أراد، وجرى نقله إلى بيروت.

سعت إسرائيل بشتى الطرق إلى معرفة مصير أراد، وحاولت العثور على مكانه لإنقاذه، حتى أنها تفاوضت مع حركة أمل، بحسب تقارير، إلا أن هذا المسعى توقف في عام 1988.

بعد ذلك راجت معلومات في وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي قامت باختطاف الشيخ مصطفى ديراني، المسؤول الأمني في حركة أمل في عام 1994، حصلت منه على اعترافات بأن رون أراد سُلم إلى الإيرانيين، وقضى هناك بعض الوقت ثم أعيد إلى لبنان وتوفى هناك.

هذه الوراية نفاها ضابط استخباراتي إسرائيلي في عام 2019، مشددا في تصريح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" على أن أراد توفى في عام 1989 ولم يغادر الأراضي اللبنانية بتاتا.

صور رون أراد انتشرت لاحقا في كل مكان في إطار حملات للضغط لمعرفة مصيره في عام 2004، وظهرت مؤسسة لهذا الغرض تحت اسم "وُلد حرا" أعلنت عن مكافأة  قدرها 10 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات عن أراد وجنود إسرائيليين أخرين أسرى.

في إطار تبادل الأسرى، وفي أعقاب حرب لبنان الثانية في يوليو 2008، تلقى الإسرائيليون من حزب الله معلومات في 80 صفحة، تضمنت صورتين لرون أراد وهو في الأسر خلال العامين الأولين، وذُكر أن الملاح الإسرائيلي هرب من الأسر وتوفى في ظروف مجهولة.

تقارير إسرائيلية تحدثت عن هذه الرواية، قالت إن إسرائيل وصفت تقرير حزب الله بأنه غير مقنع.

في وقت لاحق كشف أحد العاملين بصحيفة "يديعوت أحرونوت" ويدعى رونين بيرغمان، أن لجنة عسكرية إسرائيلية خاصة في عام 2005 خلصت إلى أن أراد توفى في منتصف عام 1990، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي جينها أرييل شارون قرر عدم نشر نتائج التحقيق، وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في 6 سبتمبر 2009، أن تل أبيب ستواصل البحث عن أراد إلى أن "نحصل على أدلة شاملة تدحض الافتراض بأن رون أراد على قيد الحياة".

الروايات الافتراضية عن مصير رون أراد لم تتوقف، وظهرت شهادة جديدة في فبراير 2016، أفادت بأن الملاح الإسرائيلي توفى في عام 1988 "بسبب التعذيب".

مرت سنوات الثمانينيات والتسعينيات والعقدين الأخيرين من القرن 21 وصولا إلى الأزمة الخطيرة الحالية، وإسرائيل لا تتوقف عن استخدام القوة الغاشمة بأحدث الأسلحة والانتقام بطريقة عشوائية وغير متكافئة، من دون أن يتحرك الغرب ويتجرأ للتدخل، كما لو أن هذا الغرب الذي لا يصمت فحسب بل ويبارك لإسرائيل أحيانا ما تقوم به، يتدفأ من نيران الحرب التي لم تنطفئ منذ عقود في الشرق الأوسط، أو يجد فيها مصلحة ما.  

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا