بوميدين رفض استقلال قطار القذافي وبورقيبة.. أسرار دولة عربية اندماجية لم تعمر 48 ساعة..

أخبار العالم العربي

بوميدين رفض استقلال قطار القذافي وبورقيبة.. أسرار دولة عربية اندماجية لم تعمر 48 ساعة..
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/ujhq

تصادف اليوم الذكرى 49 لاتفاق "جربة" المفاجئ بين ليبيا وتونس على وحدة اندماجية بين البلدين لم تدم أكثر من 48 ساعة.

صحيفة "نيويورك تايمز" غطت الحدث يومها قائلة إن الإعلان الصادر عن الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة يشير على ما يبدو إلى اتحاد دولتين تجمعهما تناقضات أكثر من أوجه تشابه.

وكان بيان مشترك صدر في جزيرة جربة التونسية، حيث اجتمع القذافي وبورقيبة، قد أفاد بأن الدولة الجديدة سيطلق عليها اسم "الجمهورية العربية الإسلامية" وسيكون لها دستور واحد ورئيس واحد وجيش وعلم واحد، وهيئات تنفيذية وتشريعية وقضائية واحدة.

واتفق الزعيمان الليبي والتونسي حينها، بحسب تصريحات مسؤولين سابقين، على أن  يكون "القذافي وزيرا أولا أو وزيرا للدفاع، وأن تكون تونس العاصمة، عاصمة كبرى وطرابلس عاصمة صغرى".

وأشار هذا الإعلان المقتضب إلى أن استفتاء شعبيا سيعقد في وقت قريب في كلا البلدين للموافقة على القرار، وفيما بعد أعلن الرئيس التونسي بورقيبة أن الاستفتاء سيتأجل إلى 20 مارس "لأسباب إجرائية".

ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذا الاتحاد الكامل "يفترض أن يضع ثروات ليبيا النفطية تحت تصرف دولة مشتركة يبلغ عدد سكانها أكثر من ستة ملايين نسمة وبساحل على المتوسط يمتد من الجزائر إلى مصر".

ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن القذافي كان اقترح في عام 1972 إقامة اتحاد مع تونس، إلا أن الرئيس بورقيبة رفض العرض وأشاد بمواهب القذافي لكنه وصفه في نفس الوقت بأنه "يفتقر إلى الخبرة إلى حد كبير".

وقارنت الصحيفة الأمريكية بين الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة والرئيس الليبي معمر القذافي، مشيرة إلى أن بورقيبة، وكان حينها يبلغ من العمر  70 عاما  "يعتبر معتدلا في المعسكر العربي، وكان عرض التفاوض المباشرة مع إسرائيل في ظل ظروف معينة. وكان قدم دعما دبلوماسيا لسوريا ومصر منذ حرب أكتوبر"، في حين قالت عن القذافي إنه "رجل وسيم يشتهر بشخصية مندفعة، وبخطابه الناري المعادي لإسرائيل ومعارضته التي تبدو عنيدة لأي معاهدة سلام. وانتقد مصر وسوريا لموافقتهما على وقف إطلاق النار واستراتيجياتهما العسكرية خلال القتال".

القاهرة حينها أعلنت دعمها لقرار الوحدة الاندماجية بين ليبيا وتونس، فيما عارضت الجزائر بقوة المشروع ووصفته بأنه بناء غير طبيعي.

وعبّر الرئيس الجزائري هواري بومدين حينها عن موقف بلاده الرافض بشكل قاطع لهذه الوحدة الاندماجية، حيث ذكر مسؤولون تونسيون من عهد بورقيبة أن الرئيس التونسي أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الجزائري، دعاه فيها إلى الانضمام على الوحدة بين بلاده وليبيا، فما كان من بومدين إلا الرد قائلا "إن الجزائر لا تستقل القطار بعد أن يسير!".

وكانت "بوابة إفريقيا الإخبارية" قد نقلت بهذه المناسبة في عام 2015 عن منصور معلى، وكان وزيرا للاقتصاد في عهد بورقيبة، قوله إن "فكرة إبرام الوحدة بين تونس وليبيا كانت عميقة جدا لأن بورقيبة كان يعتقد أن تونس، البلد الصغير من حيث إمكانياته الطبيعية، لا يجب أن ينحصر بين عملاقين هما الجزائر ومصر .. وأن مصر في تلك الفترة كانت تطمح إلى الوحدة مع ليبيا وأن المجاهد الأكبر كان يخشى إبرام هذه الوحدة بين مصر وليبيا لأن الأولى لديها العسكر والثانية لديها البترول، في حين لا تمتلك تونس سوى مواردها البشرية وهو ما قد يسبب بعض الإشكاليات والخطر لبلادنا .. وأن بورقيبة  كان مهتما بتخفيف هذا الخطر الذي من الممكن أن يمس تونس إذا تمت الوحدة الليبية المصرية".

وكشف معلي في تلك التصريحات أن اتفاق جربة بين القذافي وبورقيبة "تم في غياب الوزير الأول الهادي نويرة الذي كان مسافرا الى طهران وقتئذ"، لافتا في هذا السياق إلى أن رئيس الوزراء التونسي حينها  حين  "عاد إلى تونس وطلب من الرئيس بورقيبة طرد وزير الخارجية محمد المصمودي الذي كان مع تفعيل الوحدة التونسية الليبية ومن المؤيدين للقذافي".

ومن الأسرار الأخرى الهامة للغاية أن الطاهر بلخوجة، وزير الداخلية في عهد بورقيبة، قد ذكر أن القذافي سلّم بورقيبة قائمة بتركيبة حكومة الوحدة، ضمت اسم زين العابدين بن على في منصب المسؤول عن الاستعلامات للجيشين التونسي والليبي، الأمر الذي اقض حفيظة القيادة التونسية وأثار ريبتها وتسبب في إقالة وزير الدفاع عبد الله فرحات ووزير الخارجية  محمد المصمودي بعد يومين من إعلان تلك الوحدة الاندماجية التي تبخرت سريعا.

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا